حبٌّ تكسّر بين أيدينا
لا مكانْ ... لا وطنْ
لا حياةْ ... لا زمنْ
لا رحيلْ ... ولا سَكَنْ
كيف تنمو زهورُ العمرِ بين أشواكِ المِحَنْ .. ؟!!!
هلا أخبرتموني عن معاني الأملِ في قلبِ الألمْ ... !
هلا شرحتم نظريةَ الحبّ المجنونِ .. في قلبٍ لم يعرف الحبَّ ولا الشجنْ !!
تلكَ الليلة .. نادته !
ارجِعْ
ارجع إلى قلبي ..
ارجع فأنا من بعدك غارقةٌ في الأحزانْ ..
يقتلني صمتُ الأبواب
يقتلني صمتُ الجدرانْ
ارجع فما عاد في قلبي قدرةٌ على الاحتمالِ أكثر !
ارجع .. فمن بعدِكَ لا زينةَ لي
ولا عطرَ ولا ألوانْ ..
ارجعْ .. ارجع أرجوك
واتركْ سجناً تسكنه ..
فسجنكَ أنتَ بلا قضبان ..
ارجع أرجوكَ .. لا تتأخرْ
فمن بعدكَ مات في قلبي الإنسانْ .
لكنَّ الصوتَ المخنوقَ
لم يخرِقْ صمتَ الجدرانْ
الصوتُ تردّدَ وتردّدْ
وعادَ بخيبتِهِ حيرانْ
وحبرُ القلمِ جفّ مراراً
وجفّت موهبةُ الفنانْ
أما الأنوارُ فخفتتْ
وذابَتْ في دنيا الأشجان .
وهكذا مرتْ الأيام
ومرتْ الأعوامْ ..
ليالٍ طُويَتْ
....... بالآلامْ
أيامٌ اندثرتْ
تحتَ أنقاضِ الأحلام ..
وعمرٌ ضاع .. بالأوهامْ .
مرتْ سنواتٌ طويلة ... قبلَ أن أراه
عادَ إليَّ يجرجرُ أذيالَ خيبتهِ
ويقولُ ... سامحيني
بكلِّ بساطةٍ ... يقولُ سامحيني !!!
- علامَ أسامحكَ ...
على صبايَ العشريني .. !!!
أم على بحار دموعٍ ..
سكبتها خلال سنيني ... !!!
أم على زفراتِ قلبٍ ..
ذابَ من شوقي وأنيني ... !!!
أخبرني باللهِ عليك .. على ماذا أسامحك ؟!!!
أرجوك حدد لي ... فأنا لن أعرف وحدي ..!!!
ابتسم وقال .. أحبكِ
فابتسمتُ وقلت .. لم أعد تلكَ الطفلة التي أحببتها يوماً
وأنت لم تعد ذلك الشاب الذي أحببته ... أبداً
نحن لم نعد كما كنا ..
بل تغيرنا ..
تغير كل ما فينا ..
حاضرنا .. وماضينا ..
وما كان ليضحكنا ... صار الآن يبكينا ..
وما كان يعذبنا ... بات الآن لا يعنينا ..
تغير شوقُ دنيتنا ..
تغير حبنا فينا ..
لذا ارحل ..
ارحلْ ..
رجوعكَ لم يحمل لي سعادةً أبداً ..
رجوعكَ أضاع كلَّ معانينا ...
أضاع سنواتٍ ذرفتُها ألماً ..
على حبٍّ تكسّر بين أيدينا ..